المراهقة هي فترة عمرية تأخذ مكانًا مهمًا في حياة كل فرد منا ، ويتم تحديدها بشكل عام بين سن 11-20 عام، عمر وطول هذه الفترة تخت...
المراهقة هي فترة عمرية تأخذ مكانًا مهمًا في حياة كل فرد منا ، ويتم تحديدها بشكل عام بين سن 11-20 عام، عمر وطول هذه الفترة تختلف كليا من شخص لآخر ومن بيئة لآخري حسب العوامل الوراثية والعوامل البيئية. في هذه الفترة ، يتطور الأفراد بيولوجيا وينضجون نفسيا وعقليا وإجتماعيا .
مشاكل السلوك لدى المراهقين
- تحدث الكثير من التغييرات المهمة ،ليس جسمانيا فقط وإنما أيضا نفسياً ؛ ينتقل الطفل من مرحلة الطفولة إلى البلوغ ، حيث يرى الشخص الآن نفسه وبيئته من نافذة مختلفة ، يحتاج فيها الدعم والتأهيل النفسي الصحيح ، ولعدم كفاية معرفة الوالدين بكيفية التعامل مع المراهقين والتواصل الخاطئ بين الآباء والأطفال في هذه المرحلة الحرجة ، قد تحدث مشاكل ضخمة داخل محيط الأسرة. قد تجدهم أحيانا عاجزين تماماً في كيفية التصرف مع أطفالهم ونتيجة لذلك ، تشتد الفجوة وتتسع بين الوالدين والمراهقين ؛ يشعر كل منهما بأنه يصعب فهمه وقد يحدث الخلاف في أبسط القضايا وقد لا يجدون اي مسافة عاطفية مشتركة لتبادل الحوار .
- قد ترجع الأسباب وراء إرتداء هذا الأسلوب الجديد هو تبني الكثير من أفكار أصدقاؤهم ، واستخدام كلمات شائعة مثلهم ، حتي يكون فردًا محبوبًا ومقدرًا بين أقرانهم .
- هناك الكثير من أشكال الضغط النفسي التي تمارس علي الأطفال وتساهم في تشكيل سلوكهم ؛ تشمل هذه الضغوط الفقر والعنف ومشاكل الوالدين وسوء المعاملة ؛ يمكن أن تمثل هذه الإضطرابات السلوكية للشباب إلي ارتكاب بعض السلوكيات الخاطئة مثل (السرقة ، التسرب المدرسي ، إفتعال المشاكل المدرسية ، تعاطي المخدرات أو الكحول).
- أحيانًا لا يستطيع المراهقين تفسير سبب تصرفهم بالطريقة التي يتصرفون بها بسهولة. يمكن أن يكونوا مرتبكين بشأن هذا مثل البالغين ، أو ببساطة يرون السلوك الخاطئ كطرق مناسبة للتعامل مع ما يمرون به من خبرات.
- مشاكل الانتباه وفرط النشاط واضطرابات التعلم لدى الشباب والمزاج العام مثل الإكتئاب ، وحتى بداية البلوغ والنمو الجنسي. كل هذه العوامل تؤثر على مشاعر الشاب وأفعاله ، وكذلك نظرة أقرانه وعائلته ومجتمعه ومقارنته بالآخرين. وبالمثل ،المشاكل الآسرية مثل الاكتئاب وتعاطي المخدرات والعنف المنزلي والفقر لها آثار سلبية على طريقة الشباب في تطور سلوكياته السيئة .
- توجه هذه العوامل الشاب إلى بيئة تزداد فيها المخاطر ، وتجذبهم إلى قاع الدوامة ، وفي النهاية تجعل من الصعب تحويل هذه العمليات إلى الأفضل.
ما أنواع العلاجات التي قد تنجح في حل مثل هذه الإضطرابات؟

- لذا أولا وقبل كل شيء ، مهمة الآباء والأمهات لتخطي هذه الأزمة هي تعلم خصائص المراهقة جيدا .
- بالإضافة إلى التغييرات الجسدية المرئية للعين خلال هذه الفترة ، فإن التغييرات في أنظمة تفكيرهم وعوالمهم العاطفية تجعل الطفل الذي تعرفه جيدًا يتصرف بطريقة مختلفة تمامًا على عكس المواقف والسلوكيات التي إعتاد عليها دائمًا.
- تشير الدراسات إلى أن أكثر أنواع العلاج فعالية هي البرامج والعلاجات التي تركز على الأسرة لقدرتها علي مساعدة الأبوين على تطوير صفاتهم الأبوية ، والتعامل مع التوتر والمشاكل الزوجية. لقد أظهر العديد من مساعدات الوالدين نتائج إيجابية واعدة..
- تزويد الشباب والعائلة بأساليب حل المشكلاتمثل تحديد المشكلة وفرض الفروض لحلها وإختيار أنسب الحلول بما يناسب الطرفين في جو يسوده المودة والطمأنينة .
- تتمثل إحدى الخطوات المهمة في اكتشاف ما يجري في محاولة التحدث إلى المراهق شخصيا والتحدث إلي المعلمين ، لتقديم معلومات حول سلوك المراهق خارج المنزل للمساعدة في تقييم مدى خطورة المشكلة.
- هناك أيضًا علامات واضحة على الحاجة إلى تدخل فوري وفعال ، كما هو الحال في حالة العنف ضد الأشخاص والحيوانات أو القيام بعمليات خطيرة ضارة مثل الجريمة أو التسرب من التعليم أو المخدرات.
- يتعرض كل شاب لمشاكل من وقت لآخر، فإن السؤال هنا للوالدين هو كيف يتمكنوا من المعرفة الصحيحة إذا كان المراهق يستعد لمشاكل أكبر أو ما إذا كان سلوكه السيئ يرجع ببساطة إلى الرغبة في تجربة أشياء جديدة لذا دون المزيد من الضغط النفسي وتضييع الوقت ركز فقط على العادات السلوكية الخاطئة المتكررة بدلا من التركيز علي المواقف الطارئة.وإسأل نفسك هل السلوك متكرر رغم جهود التغيير؟
- يضمن التواصل الصحيح والجيد ليس فقط للمراهقة ولكن أيضًا لجميع الفترات العمرية يجب أن تكون العلاقة بين الأم والأب قوية ومتينة. يجب ألا يشعروا بالوحدة في اتخاذ القرارات التي قد تؤثر على حياتهم في المستقبل ، ويجب أن يتلقوا أكبر دعم يحتاجون إليه من والديهم لإتخاذ الخيارات الصحيحة.
- كن مستمع جيد لطفلك فهذه هي فرصتك لتبني وجهة نظر صحيحة حول أفكار إبنك ؛ حاول الاستماع دون جدال أو مناقشات صارمة.
- الدراية المسبقة للوالدين بمثل بهذه المواقف السلوكية المعقدة لخصائص ؛ سيجعل الآباء هادئين عند مواجهتهم لها في الواقع، سيمكنهم من النظر من منظور مختلف يعتمد علي أسلوب الإتصال القائم على القواعد الصحيحة بحيث تكون العلاقة قوية ومتسقة.
- التفكير قبل التحدث ، كن حساسًا لهذا الموضوع من أجل تعلم الإستماع دون مقاطعة ، وتجنب نبرة الأحكام المسبقة ، ومحاولة التحدث بهدوء ، وإيجاد موضوع محادثة ممتع ومحاولة الإحتفاظ به ، والتحدث معه كما هو مطلوب من أجل التواصل الصحيح والفعال على الرغم من كونها قواعد بسيطة يمكن القيام بها إلا أن تأثيرها عالياً للغاية.
- تؤثر السيطرة والحماية الزائدة على نوع الفرد الذي سيكون عليه الطفل في المستقبل. نتيجة لأخذ أطفالهم تحت السيطرة والحماية الزائدة ، قد يتسببون في تطوير شخصية معقدة وغير آمنة.علي عكس ما نتمني ونتوقع ، سيصعب تقييد حركاتهم ، رغبة منهم في تحقيق تجارب لم يسنح لهم آبائهم بتجربتها في الصغر.
- من أجل منع كل هذه المواقف غير المرغوب فيها ، يمكن للعائلات تكليف الطفل بمهام يمكن إنجازها، ويشجعونه على مهام جديدة ، ومنحه المهارات التي تساعده في حل المشكلات التي قد تنشأ في المواقف الجديدة ، لتحقيق النجاح المتوقع عندما يواجهون الحياة الحقيقية.
- الأكثر أهمية التي يجب على جميع الآباء والأمهات عدم نسيانها هي أن الأطفال سوف يتعلمون ويطبقون ما يرونه من البيئة بالإضافة إلى خصائصهم الجينية أثناء تشكيل حياتهم خلال عملية التنمية بأكملها. لهذا السبب ، يشكل الأطفال سلوكياتهم الخاصة في مواجهة الأحداث من خلال تمثيل العادات الجيدة أو السيئة لوالديهم في محيطهم المباشر. أي سرعان ما يتبني عادات والديه في مواجهة المواقف الجديدة .
- في هذه الفترة ، من الضروري أن يتقبل الوالدان أن الفرد في هذا المرحلة يسعي لأن يكتسب وعيه بنفسه وقد يبتعد عن عادات أسرته ، يرى نفسه كجزء من مجموعة ورغم حدوث الكثير من التغيرات السلوكية يجب أن يقبله الوالدان كالمعتاد .
- قد يشعر الآباء والأحباء بالخوف والغضب وخيبة الأمل أو اليأس من جراء هذه التصرفات الغريبة . فيشعرون بالذنب ويتساءلون أين أخطأوا. كل هذه المشاعر طبيعية ، ولكن الأهم من ذلك ، فهم أن هناك فرصة لمساعدة الأطفال المضطربين وتخطي هذه الفترة بسلام.
- سيكون الحل للعديد من علامات الإستفهام في أذهان الآباء ؛ بتجاهل هذا والمرونة في تعديل أفكارنا بنبرة هادئة متزنة وإستخدام أسلوب النقاش والحوار علي قدر المساواة من الإستماع والإنصات ، علي عكس الإنتقادات الموجهة للمظهر الخارجي الحساس والتي قد تجر العلاقة إلي مناقشات غير ضرورية وحادة. فبإمعان النظر ستدرك أن المراهقون في هذه المرحلة العمرية يعتقدون أن حقيقتهم لا جدال فيها ولا شك فيها ، لذا فإن محاولة إقناعهم بفكرة أو موقف آخر قد تكون عقيمة في كثير من الأحيان.
للمزيد من المقالات إضغط: هنا