السرقة عند الأطفال : أسبابها وطرق علاجها هل يعود طفلك إلى المنزل بقلم رصاص أو ممحاة أو لعبة رأيتها لأول مرة ، ولا تخصه؟ هل يف...
- هل يعود طفلك إلى المنزل بقلم رصاص أو ممحاة أو لعبة رأيتها لأول مرة ، ولا تخصه؟
- هل يفسر الموقف بتفسيرات كاذبة؟
- كيف تتصرف حيال ذلك ؟
حسنا ؛ يجب فهم السر وراء هذا التصرف قبل معاقبة الطفل ، لأن التفسير الصحيح للسبب سوف يترتب عليه حلول مناسبة وعلاج للأسباب وراء الظاهرة ، حتي يختفي السلوك غير المرغوب فيه بسلاسة ومرونة .
بدلاً من مطالبتهم بتفسير ذلك ، وإتهامه بأنه لص ، يجب التحقق من أسباب هذا الموقف ويجب أن نأخذ في الحسبان أن هذه المشكلة قد تكون عابرة تتمثل في إضطرابات التكيف والسلوك ، وقد تكون مَرضية وذات سبب نفسي وتحتاج إلي «العلاج النفسي» ، وفي كلتا الحالتين يجب الإنتباه للأمر ومعرفة أسبابه حتى يسهل علاجه ؛ بدلاً من أن يقف أمامك عاجزاً عن التفسير .
أسباب السرقة عند الأطفال:
1) فقد يكون ذلك مرتبطًا بنقص الثقة بالنفس والحب. قد يحاول الطفل ، الذي لا يحظى بما يكفي من الحب والإهتمام ، سد هذا النقص بأخذ متعلقات والديه.ومثل هذه المواقف التي لا تهدف إلى السرقة وإنما إلي جذب الإنتباه وتتحسن المشكلة تدريجيا كلما قدم إليه الحب والاهتمام الذي يحتاجه.
2) تكثر ظاهرة السرقة لدي الأطفال في سن المدرسة بصفة خاصة ، وقد تكون نتيجة لعدم تلبية إحتياجاتهم الأساسية .
3)عدم الوعي بفكرة الملكية الخاصة ، يرغب فقط في تحقيق رغباته البسيطة. قد يسرق الصغير بسبب الحرمان وما يراه متوفرًا لدى الآخرين وليس موجودًا لديه، خاصة لدى أقرانه من الجيران أو الأقارب.
4) الرغبة في الانتقام نتيجة مقارنته مع الآخرين من قبل الأسرة أو المعلم .قد يسرق الصغير في السن الصغيرة جدًّا (ما قبل الخامسة وحتى السابعة) للفت إنتباه أبويه المهملين له، أو للانتقام منهم.
5) لإظهار قوته ، والحد من الظهور لدي الآخرين بعدم الكفاءة والفشل الذي يشعر به عن طريق شراء ألعاب أو أخذ ممتلكات صديقه الأكثر نجاحًا منه .
6) قد يسرق المراهق لأسباب عدة منها الحرمان، أو للظهور بمظهر الكريم أمام زملائه أو لمشاكل سلوكية أخري أكثر تعقيداً مثل الإدمان.
علاج مشكلة السرقة عند الأطفال:
1) يجب فحص متعلقات الطفل من وقت لآخر
مع إبداء عدم موافقتك دون المبالغة في رد الفعل أو فرض أي عقوبة جسدية في حالة إثبات وجود مقتنيات غريبة ، ولا ينبغي وصف الطفل بأنه "لص" أو معاقبته أمام الآخرين.يجب أن يكون تقييمك لسلوك الطفل وليس الطفل نفسه.
2) يمكن منعه من خلال غرس القيم الحميدة مثل الصدق والأمانة وإحترام الآخرين وممتلكاتهم وحقوقهم .
3) إظهار حبك له ومشاركته أوقاته بعطف وإهتمام ، سيجعله يشعر بقيمته ، وإدراك كفاءته ومهاراته الناجحة وصفاته الإيجابية ، وحتما سيرضي ذلك جانبه الروحي والمعنوي.
4)إشباع إحتياجاته بإعتدال وتوزان ؛ حتى لا يلجأ لتعويض ذلك بالسرقة، وإبداء الأسباب وتوضيحها له في عدم قدرتك علي تلبية إحتياجاته مما سيعزز لديه مفهوم التفهم والتعايش .
5)عدم مقارنته بأقرانه قط ؛ فقط قارن سلوكه الحالي بسلوكه الماضي وعززي لديه النظرة الإيجابية المستقبلية الذاتية لديه . إجعله يدرك نتائج أفعاله علي صورته المستقبلية ونظرة المجتمع لها من إحترام أو عدمه ، إجعله يدرك أنها فقط سلوكياتنا ما تحدد ما سنكون عليه مستقبلاً وليست الحالة المادية أو الإجتماعية هي ما ترسم شخصية الفرد.
6)تعرف على أصدقائه وسلوكياتهم ؛فقد يكونون سببًا في تقليد سلوكيات خاطئة لهم، ومن ضمنها السرقة.
7)الابتعاد عن التصرف بعصبية، والتوبيخ والعنف الجسدي ؛ عند ضياع حاجياته وعدم إلزامه بإحضارها ؛ حتي لا تضطره ذلك للسرقة خوفا من العقاب.
8)تشجيع الطفل علي التحلي بالأمانة ؛ عن طريق قص القصص التي تهدف إلى غرس الصفات الفاضلة في ذهنه وتعميمها سلوكيا في مواقف حياته المختلفة.
الحاجات النفسية للطفل بنفس قدر أهمية الحاجات المادية، لأن الإحتياج للحب والحنان والاهتمام مماثلاً في الأهمية للحاجة للمأكل والمشرب والملبس وعدم إشباع هذه الإحتياجات كفيل بخلق طفل غير سوي مضرب سلوكيا ومليء بعقد النقص وضعف الثقة بالنفس وتدني إحترام الذات.
مقالات ذات صلة: