العنف ضد المرأة في عيون جحيم قوس قزح على الرغم من أن العنف ضد المرأة ظاهرة قديمة جدًا في جميع أنحاء العالم ، فقد برزت بعد السبعينيات من ال...
 |
| العنف ضد المرأة في عيون جحيم قوس قزح |
على الرغم من أن العنف ضد المرأة ظاهرة قديمة جدًا في جميع أنحاء العالم ، فقد برزت بعد السبعينيات من القرن الماضي ؛ للنظر فيها ؛ ومنعها كمشكلة في إطار مفهوم حقوق الإنسان ووفقاً للنصوص القانونية والدولية. إلا أنه يُعتقد أن هذا التأخير يرجع إلى التحمل الصامت للعنف ضد المرأة كحالة خاصة تتطلب الخصوصية.
يعتبر العنف ضد المرأة ظاهرة لا تواجهها النساء إلا لكونهن نساء وناتجة عن علاقات القوة غير المتكافئة ؛ والتي تعتبر شكلاً من أشكال التمييز على أساس الجنس ؛ كما أنه انتهاك شائع لحقوق المرأة في أجزاء كثيرة من العالم.
أعمال عنف ممنهجة ضد المرأة داخل المنزل وخارجه بسبب جنسها. يكمن وراء هذا العنف هيمنة الرجال في جميع مجالات المجتمع وعدم المساواة بين الرجل والمرأة. يستخدم الرجال العنف ضد المرأة كوسيلة : لإظهار القوة ، لإطلاق الغضب ، للسيطرة على النساء أو معاقبتهن ؛ وقد لايقتصر في تحقيق غايته علي شكل واحد من أشكال العنف بل قد يمتد ويشمل كل صور العنف لتحقيق نفس الغرض.
تختلف وتتعدد صور وأشكال العنف مابين نفسي وجسدي إلا أن النتيجة القهرية للتعرض الدائم والمستمر له ؛ بأن تعيش المرأة في خوف ويأس وإنعدام أمن متلازمين.
تعددت تعريفات العنف ولكنها إتفقت جميعها علي مسمي واحد عرفته «الجمعية العامة للأمم المتحدة» علي أنه :
«جميع الأفعال القائمة التي تسبب أو قد تسبب أذى أو معاناة جسدية أو جنسية أو نفسية أو اقتصادية للمرأة ، سواء في المجال العام أو الخاص ، والتهديد والإكراه والحرمان التعسفي من حريتها ».
يمكن تصنيفها إلى أربع فئات مختلفة وجميعها لها نفس الأثر السلبي ؛ مثل العنف الجسدي ؛ العنف اللفظي (أو العنف النفسي) ؛ العنف الإقتصادي والعنف الجنسي.
العنف الجسدي ضد المرأة :
ويشمل جميع الأفعال العنيفة التي قد تضر المرأة جسديًا ؛ والتي لطالما كانت ضد إرادة المرأة الحرة ؛ كمثلا إجبارها على فعل شيء أو منعها من فعل شيء آخر. إنه الشكل الأكثر وضوحا للعنف ؛ ويستمد شراسته من عدم تكافؤ القوي البدنية بين الجنسين ؛ يعتمد في قوته وسطوته على القوة الجسدية ليس إلا ؛ تشتمل أفعاله علي اللكم ، والصفع ، والركل ، والدفع ، وقد تصل نتائج هذا النوع من العنف الي الحد الذي الذي يسمح بتشويه إنسان أو إهدارا لحياته.
العنف النفسي (اللفظي) ضد المرأة:
يتبلور إطاره العام في الإستهانة بالمرأة ورأيها ، وتوجيه الإتهامات المجحفة بعدم قدرتها علي القيام بعمل ما ، تجاهل شخصيتها وأفكارها ، الصراخ المستمر عليها ، إطلاق الألقاب الغير مستحبة ، إنتقاد سلوكها بإستمرار ، الصراخ الدائم والمستمر بالأوامر التعسفية، العبوس المستمر ، التحكم وفرض السيطرة المستمر في سلوكها وما تفعله ، في العمل والحياة الاجتماعية. كلها سلوكيات يبدو الهدف الرئيسي منها « منع الفرص» وليس فقط الحد من «تكافؤها».
العنف الجنسي ضد المرأة :
يشمل الإتصال الجنسي ضد إرادة المرأة ، الإغتصاب ، التحرش ؛ الإساءة اللفظية والفعلية ؛ الضغط والقتل بدافع الشرف ؛ والإستعباد الجنسي والإجهاض القسري ؛ جميعها أمثلة علي هذا النوع من العنف.
العنف الإقتصادي ضد المرأة :
ويشتمل أشكال هذا النوع من العنف علي ؛ إجبار المرأة على العمل ضد إرادتها أو منعها من العمل. منع المرأة من الحصول على التعليم ، عدم منحها الذمة المالية الخاصة ، والتحكم في أموالها دون إرادتها ، وإجبارها على العمل ، الشح والبخل وعدم منح المال الكافي للتدبير المنزلي في حالة عدم عمل المرأة ، ومنع الحق في الملكية الخاصة ؛ كلها أمثلة على العنف الإقتصادي الظالم الذي قد تتعرض له المرأة.
العنف الإجتماعي ضد المرأة :
هو شكل من أشكال العنف الإجتماعي ؛ الذي تتعرض له المرأة في محيط مجتمعها ؛ فقط لكونها إمرأة ؛ إطلاق المسميات وفق حالتها الإجتماعية ومظهرها الخارجي دون وجه حق ؛ ولطالما أثر هذا النوع من العنف النفسي علي المرأة بشكل سلبي.
« العنف ضد المرأة هو الألم أو المعاناة الجسدية أو النفسية التي تتعرض لها المرأة بسبب نوع جنسها . ممارسات و تهديدات كان القصد منها الحرمان التعسفي لحريتها ، كانت النتيجة الحاتمة له ضرر جسدي وفكري وعاطفي مؤلم ؛ لطالما رغبت معه كل فتاة مقهورة تعيش مثل هذا الضرر ؛ أن تشعر بأن هناك من يشعر بها وبمصابها ؛ يساندها ويحتويها ويقدم لها الدعم النفسي ؛ الذي قد يمكنها من تخطي حاجز الألم ؛ تفتقد الكثيرات منا إلي عنصر الخبرة والوعي الكافي ؛ بما يمكنها من حسن التصرف وإتخاذ الإجراء اللازم ضد كل ما يضر بإنسانيتها في المقام الأول ؛ إستطاعت رواية إجتماعية هادفة من القيام بهذا الدور النبيل ؛ رواية ؛ تناثرت سطور فصولها علي طاولة المناقشات بين سيدات وفتيات من شتي بقاع الأرض ؛ بمختلفي الجنسيات والفئات العمرية ؛ يتناقشن فيما بينهن قضايا قهر بنات جنسهن ؛ يحتضن فيما بينهن جميع أوجاعهن ويطرحن حلولا قد تكون نقطة شرر أولي لإنهاء آلامهن. كلمات وسطور ؛ جسدت شتي أنواع العنف التي سبق وذكرتها ما بين عنف جسدي ؛ نفسي ؛ فكري وجنسي ؛ في جسد شخصيات عاشت وتألمت بالتجربة الحية ؛ كشفت سطورها عن صور المعاناة بالتصوير البطيء المؤلم ؛ إلي الحد الذي زرع آلام ومعاناة هذه الشخصيات داخل تجويف صدور متابعاتهن.
وكما جسدت فصول الرواية لصور المعاناة ؛ ألقت الضوء أيضاً علي طرق العلاج ؛ صور التكيف وطرق المعايشة بالقدر الذي يجعلهن يستطعن أن يكتنفن حياتهن.
المرأة في هذه الرواية ؛ كانت ومازالت وستستمر هي عضد الأسرة وشريانها النابض ؛ وما كان لها أن تحيا حياتها بالموت البطئ في الوقت الذي يتطلب منها أن تعطي وتمنح كل صور الحياة ؛ أي ازدواجية معايير هذه ؛ التي تفرض علي المرأة المقهورة في شتي بقاع الأرض !!!؟
ومن هذا المنطلق ؛ ومن مبدأ أن الفتاة لا تدعمها إلا فتاة ؛ أردنا أن تكون الآراء والإقتراحات والحلول ؛ مستوحاة من نبض أفكارنا نحن ؛ وفق وقائع عاصرناهها في تجاربنا الحية ؛ وقائع كنا عليها شواهد عيان ولنا فيها وجهات نظر ؛ قد تفيد.
وكان لنا بعض الآراء المستنيرة ؛ آراء قدمتها لنا نجوم رواية « جحيم قوس قزح» بقلم الكاتبة المتألقة « حكيمة الحراق» تنوعت ما بين أفكار كاتبة مؤثرة ذات هدف سامي ؛ ومابين قراء آثروا أن ينهلون من بحور معرفتها ؛ وإسقاطاتها المستنيرة.
ومن آراء جمهور القراء :
مع القارئة ذات الرؤية المستنيرة والأراء البناءة :
« نور أمجد »
« أرى أن التعنيف اللفظي وقهر المرأة ؛ بتحميلها واجبات أكثر مما تحتمل وأكثر مما فرض عليها الشرع ؛ هو عين الجهل وهو نوع من أنواع العنف الغير مرئي أو المسموع وهو أكثر إنتشارا في مجتمعاتنا العربية».
أما عن طرق التكيف والعلاج ذكرت:
«الأمر معقد بعض الشئ ...فكل شئ حولنا يؤثر بنا ونؤثر به بنسب أكيد متفاوتة..تكوين الشخصية شئ معقد لتفاوت تأثر الإنسان بنفس الموقف لعدة أشخاص فكل واحد منهم ستكون إسقاطاته حسب بيئته وجنسه وعمره وتجاربه الحياتية بكل أنواعها والمسلك الذي يتخذه الشخص ؛ عادة ؛ في حل المشاكل والأزمات كل هذه إختلافات يتفرع منها مئات وآلاف الطرق لتفكير الإنسان ؛ لذلك من تجربتي وخبرتي المتواضعة بالحياة رأيت أن قوانيين وتشريع رب العباد من هو العليم الخبير بحال عباده الحل الأمثل لكل ما نعانيه عندما نربي رجل على منهاج القرآن والنبوة وامرأة تحفظ نفسها ودينها هي والرجل قبل أهوائهم بإذن الله سيصلح المجتمع لأن الهوي والشيطان ؛ لا يتركون للخير فينا مساحة للظهور ؛ وهو الغالب اليوم على أفعال البشر ».
وفي الختام :
« الحياة إختبار وشقاء وبعدها يتولانا الله برحمته وفضله وينجينا وإياكم وذريتنا وأهلينا والمسلمين من الشر والذل والهوان اللهم آمين ».
ومن أرض فلسطين الغالية تنقل لنا «آية عبيات » رؤيتها الواعية ورسالتها السامية:
« لا بد من وقفة لنا النساء أمام حديث الرسول صلى الله عليه وسلم النساء كالقوارير ؛ أن نفهمها بعمق ونمارسها مع بعضنا في جميع المواقف والمشاهد قبل أن نطالب يإيمان الجنس الآخر فيها ؛ النساء كالقوارير تعني أن نحذر في وصلات النقاش وإختلاف الرأي من إستخدام الألفاظ الجارحة والعبارات المهينة النساء كالقوارير تعني أن لا نتعامل مع بعضنا على أساس ألقاب بالية ؛ كمطلقة وأرملة وعانس النساء كالقوارير تعني أن لا نمارس الإعتداءات بكل أنواعها على بنو جنسي ؛ أن ألجأ الي حسن الظن وإلتماس العذر وإحترام الخصوصية».
وإختتمت رسالتها بإضافة رائعة :
« النساء كالقوارير مقولة نحتاج نحن النساء لفهمها في كل محطات حياتنا ومع كل من نتعامل معهم كإبنة أو أخت أو زوجة إبن أو أخ أو أي قارورة تصادفنا معها ».
ومن مصر الحبيبة أضافت لنا « رشا النجار » :
وجهة نظر أصابت بها عين الحقيقة في كثير من المشاهد التي أدرجتها فصول الرواية والتي تتشابه في الحقيقة مع الكثير من الأحداث المشابهة في واقعنا المؤلم :
« الإغتصاب ؛ كلمة منذ طفولتي أسمع عنها ؛ ولكن كنت لا أفهم معناها ؛ سألت عن معني الكلمة ؛ فوجئت من حولي وجوههم ؛ علتهم الحمرة ؛ وقالو لي شي غير لطيف. مرت الأعوام وأثر الكلمة في بالي. شاهدت أحد الافلام ؛ وكان يتحدث عن معاناة فتاة؛ تم إغتصابها وتحميل المجتمع لها. ذلك الفعل؛ كانت ترتدي قصير ؛ كانت تتزين ؛ تمشي ليلا لوحدها ؛ يا إلهي . أنا أيضاً أفعل ذلك !! هل يعني ذلك اني معرضة لذلك !!! لمثل ما حدث لها !!! كيف؟!!
أأنعزل عن العالم؟؟ خوفا ؛ أم أن أواجه بكل ثقة ؟؟
بدأت أمشي ليلا في أماكن مظلمة ؛ وعيني علي كل من حولي ؛ ذلك ليس جيدا ولكن لأكسر الخوف الذي في داخلي ؛ لا أريد أن أري نفسي كما يرانا مجتمعنا. أري نفسي أكثر قيمة من جسد. يحكمون علينا من خلاله ؛ نسو أن الإغتصاب ليس إغتصاب الجسد فقط !! ألم ننتهك من نظراتكم ؟؟ وكلماتكم البذيئة التي تسمعوها لنا في كل مكان؟؟
وماذا عن الزوج الذي يجبر زوجته علي أفعال لا تريدها بإسم أنه حق لي أو على إجبارها علي المعاشرة ؛ رغم مرضها وألمها الشديد.
« أليس ذلك أيضا إغتصاب » ؟؟ !!
وماذا عن الزوج الذي يترك زوجته للبحث عن لقمة العيش ؛ وهو نائم مخمور في البيت ؛ وبعضهم لا يسألون ؛ من أين يأتي ذلك المال ؟؟!!
وبعضهم ؛ يأتي برجال لزوجاتهم ؛ من أجل قطعة مخدرات ؛ وإن رفضت ؛ تضرب ؛وتغتصب تحت أعين الزوج المحترم !!
وبعض رجال ؛ أصبح عندهم الهوس الجنسي ؛ ليبحثو ؛ عن وسائل متعه محرمة فقط من أجل التجديد والخروج عن المألوف. ظاهرة جديدة بأشكال جديدة ؛ وإن رفضت الزوجة؛ تبرح ضربا وتغتصب بأبشع الطرق من زوجها المحترم.
وأضافت قائلة :
« العنف أصبح موضة ؛ لا ألوم فيها كل اللوم علي كل الرجال ؛ ولكن علي البعض منهم».
« أتمني أن يكون هناك قانون رادع لكل مغتصب ؛ حتي تنتهي تماماً من حياتنا. ونصيحة لكل فتاة « لا تخافي ولا تنكسري ؛ لا تعطيهم الفرصة أبداً ؛ ثقي في نفسك ثقي بأنك تستطيعين أن تتغلبي علي كل عنف وقهر وظلم ؛ ثقي بأنك تستحقين دائماً الأفضل »
ومن المغرب العربي أضافت لنا
«بلقيس محمد» :
المرأة منذ قديم الزمان وهي وصمة عار على المجتمع في نظر الجميع .المرأة مهانة مكسورة الجناح ف كل الأزمنة ونسوا ما وصي به الرسول الكريم « ورفقا بالقوارير».
لا تزال هناك تحديات في تطبيق هذه القوانين الرادعة ضد هذه الإنتهاكات ، بما يؤمن من وصول النساء والفتيات إلى الأمان والعدالة. لا يتم عمل ما يكفي لمنع العنف ، وعندما يحدث ، غالبًا ما يمر دون عقاب.
رابط عرض الرواية :
شئ من دفاتري للبنات فقط بقلم حكيمة الحراق :
