مع إستمرار الحياة ، تستمر معها المشاعر التي تكتنفنا خلال اليوم . بعض من هذه المشاعر "إيجابية" كالحب والإعجاب والمرح ...
مع إستمرار الحياة ، تستمر معها المشاعر التي تكتنفنا خلال اليوم . بعض من هذه المشاعر "إيجابية" كالحب والإعجاب والمرح ، والبعض الآخر "سلبية" مثل الكراهية والغيرة والغضب والخوف.
في الواقع ، تولد كل مشاعرنا كنتيجة طبيعية لأحداث معينة وليس بالضرورة أن نوصف أنفسنا من خلالها فهي لا تجعلنا على صواب أو خطأ ، جيدين أو سيئين . وإنما ما يحكم علينا هو ردود أفعالنا إتجاه هذه المشاعر وكيفية التكيف معها وكيف نعكس هذه المشاعر إتجاه المواقف والظروف المختلفة . لكن مما يثير الدهشة أن مثل هذه الموقف لا تحدث فقط في عالم الكبار وإنما أيضا _ عالم الصغار _ يدخل ضمن المعادلة.
على سبيل المثال ، أكثر ما يبرزه الأطفال عندما يواجهون مواقف لا يحبونها أو يجدونها سلبية هو البكاء يعبر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-3 سنوات عن ردود أفعالهم بالصراخ أو الغضب.
في هذا المقال تعرفي علي أهم أسباب العدوانية عند الأطفال وطرق التعامل معها:
1)المشكلات العائلية وكيفية حل المشكلات داخل المنزل
النقطة الأولى التي يجب ملاحظتها هي البيئة المنزلية . يتجه بعض الأطفال للسلوك العدواني كرد فعل لبعض المشكلات العائلية، مثل الخلافات الأسرية أو الغيرة بين الأخوة أو الظروف المالية ؛ وقد تشكل تلك الأسباب ضغطًا نفسيًا هائلًا على الأطفال، فنجد بعض الأطفال يتفاعلوا فجأة وبشدة مع الأحداث مقارنة بالآخرين . ويخرج هذا السلوك بشكل عدواني مثل التذمر والضرب والصراخ والتحطيم.
لذا يجب على الأم والأب التركيز على مواقفهم الفردية إتجاه حلهم للمشكلات . فمن المحتم أنه يتعلم بنفس الطريقة التي يتعامل بها الوالدين مع المشاكل ويقلدها في المواقف المستقبلية.
2) إضطرابات التعلم
يعاني الكثير من الأطفال العدوانيين من مشاكل تعليمية مثل ضعف التحصيل الدراسي واضطرابات التعلم، مثل عسر القراءة، والحساب مما يشعره بالغيرة والإحباط وبالتالي يعبر عن هذه المشاعر بشكل سلبي تخلق له مشاكل في الحياة المدرسية. وقد تسبب له سمعة سيئة في المدرسة بمرور الوقت. بعد فترة يطور الطفل الذي يستبعده أصدقاؤه ويتجاهله معلموه _ سلوكيات مختلفة للتعامل مع هذا الموقف ؛ عادة ما يفقد الاهتمام بالمدرسة ويصبح أكثر برودا أو يصبح شخصاً متنمرًا. ولأن التغيير من سلوكيات الطفل سيكون أكثر صعوبة بعد هذه النقطة ، فمن الضروري اتخاذ بعض الاحتياطات اللازمة من البداية.
3) مشاهدة أفلام العنف
مشاهد العنف على التلفاز يمكن أن يحفز السلوك العدواني عند الأطفال ويحاول محاكاته في الواقع علي أقرانه والمحيطين به . توصي« الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال» بمراقبة هذه المشاهد والحد من مشاهدة الأطفال لها ويمكن إستبدال ذلك ببرامج كوميدية تخفف من حدة الضغط النفسي .
4)الإضطرابات السلوكية
يعاني أطفال فرط الحركة ونقص الإنتباه من محفزات السلوك العدواني كطريقة للتعبير عن أنفسهم ورفض لسلطة الآخرين عليهم.
يحتاج هؤلاء الأطفال إلي الدعم المعنوي والتأهيل النفسي المعرفي من قبل المختصين في مجال علم النفس السلوكي ليصبحوا قادرين علي التفاعل مع الآخرين بشكل سوي وتكوين صداقات ناجحة.
5)الخلل العصبي والإضطربات النفسية
يؤدي الخلل العصبي الكيميائي في الدماغ إلى مشاكل سلوكية منها السلوك العدواني . إذا لاحظت سلوكا كهذا ؛ فيجب عليكِ استشارة طبيب نفسي مختص لعلاج المشكلة بشكل مبكر.
6) ضعف مهارات الإتصال
يصبح الأطفال الذين يعانون من ضعف مهارات التواصل مع الآخرين عدوانيين عندما يواجهون صعوبة في التعبير عن أنفسهم. لذلك ، خلق بيئات ومواقف مختلفةليعبر فيها عن نفسه ، علمه طرقًا فعالة للتحدث منذ سن مبكرة.
7) ضعف القدرة علي حل المشكلات
بالإضافة إلى ضعف مهارات الاتصال لديهم ، فإن الأطفال الذين يعانون من ضعف القدرة على حل المشاكل يصابون بالذعر ويظهرون سلوكيات غاضبة عندما يواجهون أي مشكلة. لهذا؛ يمكنكم التحدث عن المشاكل الصغيرة التي تناسب فترته العمرية وإيجاد الحلول معًا. يمكنك أيضًا إنشاء مواقف خيالية مثل لعبة ثم يخلقون حلولًا معًا.
على الرغم من قبول ردود الفعل العدوانية في الأسرة من وقت لآخر ، إلا أنه:
يجب على الآباء الإنتباه إلى بعض النقاط أثناء تربية أطفالهم الذين يعانون من مشاكل في السيطرة على الغضب.
- من الضروري تطبيق أساليب تأديب فعالة عند العيش مع أطفال يعانون من ضعف السيطرة على الغضب. يجب وضع القواعد في حياة هؤلاء الأطفال بشكل واضح ومتسق من قبل الآباء. يجب أن يشعر أنه سيكون له حدود في حياته.
- إجعله يشعر بأنه فرد مميز في العائلة.
- أثناء محاولة الحفاظ على الانضباط في المنزل ، إسع إلي إنشاء طرق اتصال فعالة بدلاً من تذكيرهم بنفس القواعد مرارًا وتكرارًا والصراخ عليهم بإستمرار. يجب ألا تتحدث بنبرة صوت عالية أو غاضبة ، ولكن يجب شرحها بجمل هادئة وقصيرة. على الرغم من أن هذه الأساليب تُطبق على بعض الأطفال وتجدي نفعا كبيرا، ولكن من الضروري أيضا تطبيق طرق مختلفة كما ستقرأ أدناه.
- تحدث عن المشاعر مع طفلك الذي يواجه صعوبة في التحكم في غضبه.
- شاركه ما يشعر به الناس إتجاه الشخص الغاضب ؛ إطرح له بعض النماذج الناجحة التي تستطيع أن تتكيف بسهولة مع شعور الغضب وتسيطر عليه وكيف يتفاعلون مع الأحداث بمرونة وإتساق . خلال هذه المحادثة ، تحدث بالتفصيل عن السلوكيات الغاضبة وكيف تتسبب في مواقف سلبية في حياته وحياة الآخرين.
- يجب أن تكون حريصًا على عدم مكافأة السلوك الغاضب أو العدواني.
- على سبيل المثال ، الطفل الذي يبكي ويصرخ لتحقيق ما يريد ؛ سوف يجعله يتعلم بهذه الطريقة.
- للتعامل مع المشاكل ، يجب أن تعلمهم التفكير بشكل تحليلي وتحمل مسئولية أفعاله.
- بدلاً من إبداء الأعذار حول المشكلة التي يواجهونها ، يجب عليهم تحديد المشكلة الحالية أولاً ، والتركيز على المشكلة الأساسية بدلاً من الأخرى ، وتعلم تحمل المسؤولية عن الإجراءات التي يتعين اتخاذها.
- إذا كان بإمكانه قراءة شعور الآخرين والإحساس بهم ، فسوف يفهم عواقب أفعاله الغاضبة والعدوانية على الآخرين بشكل أفضل.
- من الضروري دعم مشاركته في الألعاب الرياضية
- ستجدي نفعا حقا لو إستطاع ممارسة هواياته الرياضية في مجموعات. نظرًا لأن الفوز أو الخسارة سيكلف المجموعة بأكملها ، وليس هو فحسب.وبالتالي تسعي المجموعة كاملة للتعاون لتحسين الآداء في المرات القادمة .
- الأطفال الذين لا يتم توجيه نوبات غضبهم بشكل صحيح في هذا العمر قد يواجهون مشاكل خطيرة في المستقبل. لهذا السبب ، يجب فهم أسباب ردود الفعل العدوانية للطفل منذ المراحل الأولى ويجب الانتباه إلى بعض النقاط أثناء تربيتهم.يمكن أن يكون هذا السلوك عرَضًا لمشكلة أكبر، قد يحتاج الطفل فيها إلى العلاج السلوكي من قبل المختصين والدعم المعنوي الصادق من الوالدين والمحيطين به.
للمزيد من المقالات إضغط: هنا
