من أصعب الأمور في تربية الأبناء تعليمهم الانضباط. التأديب في الأسرة هو عيش أفراد الأسرة بترتيب معين. نختلف جميعنا في هياكلنا الأ...
من أصعب الأمور في تربية الأبناء تعليمهم الانضباط. التأديب في الأسرة هو عيش أفراد الأسرة بترتيب معين. نختلف جميعنا في هياكلنا الأسرية ، مما يختلف معها ردود أفعالنا تجاه السلوكيات .
تطبق بعض العائلات تأديبًا صارمًا وتعليميًا وقمعيًا على أطفالها ، بينما يحاول البعض الآخر تعليم أطفالهم بقواعد أكثر مرونة وإتساق. لا يزال أغلب الآباء في جميع أنحاء العالم يمارسون العنف الأسري ضد الأطفال - يضربون أو يصرخون على أطفالهم دون داع ؛ إنه شيء نراه جميعًا أو نسمعه أو حتي نعيشه. حيث يشكو العديد من الآباء ؛ استمرار الطفل في فعل الأشياء الخاطئة على الرغم من إخباره أو تحذيره بشكل متكرر. أحيانًا يتم فرض عقوبات قاسية جدًا مثل العقاب البدني ، بينما في بعض الأحيان يتم تجاهل الخطأ تماماً.
فيما يلي 5 أسباب رئيسية تحذرنا من ضرب أطفالنا:
1. ضرب الأطفال سلوك يعلمهم أن العنف أمر مقبولاً إجتماعيا.
بصفتنا بالغين ومعلمين لأطفالنا ، فنحن قدوة نوضح لهم كيفية إدارة مشاعرهم والتعبير عنها. إذا ضربنا طفلنا عندما نغضب ، فإننا نعلمه أن رد الفعل المقبول لغضبه هو الآخر هو ضربه لزملائه.
الأطفال ، وخاصة الأولاد الذين يتعرضون للضرب في المنزل ، تظهر سلبيات الضرب عليهم في المستقبل ؛ فغالبًا ما يصبحون أطفالًا يشاركون في شجار أو علاقات غير متزنة محفوفة بالمخاطر في المدرسة.
2. ضرب الأطفال يضر بتقديرهم لذاتهم.
عندما نضرب أطفالنا ، فإننا ننقل رسالة غير لفظية مفادها أنهم لا يستحقون حبنا وعاطفتنا وقبولنا ، مما يخلق شعورًا بعدم الأمان ونقص الصورة الإيجابية للذات وتدني احترام الذات.
3. يولد العنف لنا - شباباً عنيفين
يولد العنف لنا كل أشكال العنف في نمط شخصيات أبناءنا ؛ فتجدهم تارة غاضبين أو قاسيين أو مكتئبين وتارة أخري يواجهون صعوبات في علاقاتهم الإجتماعية.
عندما يضربك الأشخاص الذين من المفترض أن يهتموا بك بشفقة ويصرخون عليك ويهينونك ، من الصعب جدًا عليك أن تكبر كشاب متوازن وآمن نفسياً ؛ غالبًا ما يحدث العكس تمامًا ؛ فيصبحوا خجولين اجتماعيًا ، أو متوترين أو حزينين علي الدوام ، أو عنيفين ، أو غاضبين ، ويواجهون صعوبة في إقامة علاقات راشدة ذات مغزى والحفاظ عليها في بعض الأحيان. عادةً ، إن لم يخضعوا للعلاج والتأهيل النفسي وفحص تجاربهم الصادمة السابقة وما أنتجه العقاب من أضرار نفسية ، فمن غير المرجح أن يتغير وضعهم من تلقاء أنفسهم.
4.يكررون تجاربهم السابقة مع أبنائهم في المستقبل.
لسوء الحظ ، غالبًا ما يفعل الأطفال الذين يتعرضون للضرب نفس الشيء بعد سنوات عندما يكبرون ويؤسسون أسرهم. ظاهرة العنف تظهر بكل صورها ؛ يعيدون تكوين تجارب الطفولة المؤلمة في حياتهم البالغة. يمكن أن تستمر أنماط السلوك هذه لأجيال دون انقطاع.
5. غالبًا ما يؤدي العقاب البدني المفرط إلى مشاكل الصحة العقلية لاحقًا.
وأكثرها شيوعًا هي تعاطي المخدرات والاكتئاب والقلق. بالطبع ، يختلف كل شخص عن الآخر ، ومجرد تعرضك للعقاب البدني لا يعني أنك ستواجه مشكلات نفسية خطيرة في وقت لاحق. ومع ذلك ، فإن العقوبة البدنية المفرطة تندرج تحت فئة الاعتداء الجسدي وتؤدي في الواقع إلى مشاكل صحية عقلية خطيرة لدى البالغين.
أهم النقاط التي يجب مراعاتها أثناء تعليم قواعد معينة للأطفال
1)شرح القواعد للطفل ثم التحدث بين الوالدين حول هذه القواعد وتحديد كيفية تفاعلهم مع نفس الحدث وإظهار الاتساق والتعاون المشترك في هذا الأمر. إذا لم يتمكنوا من تقديم ذلك ، فإن الطفل الذي يتلقى إجابة "لا" من الأم سوف يلجأ إلى والده للحصول علي إجابة "نعم" وسيفعل ما يشاء بطريقته الخاصة.
2)مثلما يختلف كل هيكل عائلي ، يختلف كل طفل عن الآخر بقدراته وبنية شخصيته وتطوره ؛ لهذا السبب ، تتضمن طريقة تدريس الانضباط لكل منها طرقًا مختلفة.الأسلوب المتبع هو منع السلوكيات غير السارة بمعاقبتها بطريقة متزنة وتعزيز المواقف الإيجابية ومكافأتها.
3)يتعلم الأطفال سلوكًا جديدًا من خلال مراقبتك في المقام الأول، يمكنك إظهار السلوكيات التي تريد تعليمها لهم من خلال تصرفاتك الشخصية في محيط الأسرة. تصورات الأطفال أعلى بكثير مما تعتقد ، ويمكنهم بسهولة تكييف ردود الأفعال في أحداث حياتهم الخاصة طبقا لما يشاهده من أفراد أسرته.
4)بعد القيام بكل هذا ، إذا كنت تتساءل ما هي طرق توفير الانضباط لهم ؛ أولاً ، اشرح القاعدة التي تريد أن يتبعها الطفل بالتفصيل. سيكون من الظلم أن تتوقع منه اتباع قاعدة لم تتبعها من قبل. عليك التأكد من أن تصريحك يتناسب مع عمره وبنيته. لا تنس أن شرح القواعد لطفلك المراهق يختلف عن إخباره في روضة الأطفال ، الذي تكون عقليته أضيق وتستند إلى حقائق ملموسة.
5)لا تنتقده عبثًا عندما لا تفي بتوقعاتك بمقارنته بما يفعله ابن جارك أو أطفال أقربائك. هدفنا هو ضمان أن يعيش الطفل في نظام ، من خلال اعتماد قواعد معينة وتجنب الإنتقاد المستمر أو التوبيخ.
6) يستخدم كل شخص طريقة التجربة والخطأ أثناء تعلم شيء جديد. بينما يتعلم أطفالك قواعد جديدة ، سيحاولون ارتكاب الأخطاء ، وبعد عدة محاولات سيتعلمون من خلال رؤية عواقب الحدث. المهم هنا هو أن تظهر لهم الصبر والتفهم اللازمين.
7)عندما يسعى الطفل إلى السلوك المرغوب ، من الضروري تقديره وتشجيعه على هذا المجهود. مع العلم أنه في بعض الأحيان تسير الأمور بشكل مختلف عما هو مرغوب فيه ، ولكن حتى المحاولة شيء مهم سيكون فعالًا في تعلم القواعد.
8)إن الحصول على استجابة جيدة كنتيجة لسلوكهم الإيجابي والمطلوب سيعزز هذا السلوك ويجعلهم يشعرون بالاستعداد للقيام بذلك في المرة القادمة. نقطة أخرى مهمة لا ينبغي نسيانها هي أن التقدير أو المكافأة يجب أن يحدث مباشرة بعد السلوك. إذا تم فتح الفجوة الزمنية بين التصرف الصحيح والمكافأة ، فإن أولئك الأطفال الذين لا يعرفون ما هي المكافأة لا يمكنهم إنشاء علاقة بين السلوك والمكافأة وقد لا يكررون نفس السلوك.
9)عندما يُظهر الطفل سلوكًا غير مرغوب فيه ، فمن المهم جدًا حمله على التفكير في العواقب وشرحها.إن شرح الضرر الذي يلحق به أو بأي شخص آخر في المنزل عندما لا يتم اتباع القواعد الموضوعة في المنزل يمنحه الفرصة للتفكير في سلوكه.
10) فقط قل "لا" عندما تريد حظر أو إيقاف سلوك معين. استخدم باعتدال كلمة "لا"؛ لا أن تستخدمها بشكل مفرط ، فهي الكلمة التي من شأنها أن تخلق أكبر قدر من الصراع بين الأطفال والآباء.
11)إحدى المشكلات التي تشكو منها العائلات هي أنهم لا يستطيعون منع السلوكيات التي يطلبون من الطفل عدم القيام بها عدة مرات ، بغض النظر عن مقدار العقوبة التي يتعرضون لها. "تطبيق التأديب" و "العقاب" ليسا نفس الشيء. إن إظهار السلوكيات الصارمة والعقاب عندما بدلا من تطبيق هذه القواعد التي شرحناها ؛ لن يضمن تسوية السلوك المطلوب ، بل سيؤدي أيضًا إلى نمو الصراع وتصبح الحياة في المنزل غير سارة.
12)لا ينبغي أن ننسى أن مسألة أساليب العقاب مهمة جدًا أيضًا في تربية الأطفال. في حين أنها قد تكون طريقة فعالة لحرمان الطفل من شيء يحبه لفترة قصيرة وشرح السبب بدقة لمنع السلوك غير المرغوب فيه ، فإن التعليم من خلال الضرب المتكرر سيجعل المشكلة بينهما أكبر. يمكن للعقوبات الصارمة أن تؤثر على علاقتك بالطفل بل تجعل منه كائنا انطوائيًا أو عدوانيًا.
ما شرحناه هنا عن انضباط الطفل سيجعل ترتيب منزلك أكثر ملاءمة للعيش ويجعل علاقتك بأطفالك أكثر سلاسة.
