علاج الرهاب الإجتماعي لدي الأطفال _ طرق وإستراتيجيات فعالة كتبت : همت العبد يُطلق على سلوك رفض الذهاب إلى مكان ما أو عدم الرغبة...
علاج الرهاب الإجتماعي لدي الأطفال _ طرق وإستراتيجيات فعالة
كتبت : همت العبد
يُطلق على سلوك رفض الذهاب إلى مكان ما أو عدم الرغبة في فعل شيء ما هو سلوك "التجنب".
حسنا من الناحية الإيجابية يمكننا أن ننظر إليه أنه سلوك وظيفي مفيد للغاية للهروب من الخطر أو تجنب البيئة الخطرة في موقف يوجد فيه خطر حقيقي (مثل مطاردة كلب) علي سبيل المثال.
ولكن إذا كان في حالة عدم وجود خطر حقيقي فماذا يمكننا أن نطلق علي هذا النمط من السلوك ؟
السلوك هنا يكون غير سليم علي الإطلاق. السلوك هنا يمنع الأطفال والشباب من تعلم أساليب التأقلم الصحية والوظيفية للتعامل مع المواقف الصعبة وتؤدي إلى حرمانهم من بعض الأنشطة المناسبة لأعمارهم.
عندما يستمر سلوك العزلة ، فإنه يتحول إلى عادة ؛ يوصى فيها بإلتماس المساعدة المهنية قبل أن تتعظم أساليب وسلوكيات الأطفال والمراهقين غير الصحية والمختلة في التعامل مع المواقف الحياتية الصعبة.
السلوكيات التي يتم ملاحظتها بشكل متكرر عند الأطفال والمراهقين فيما يتعلق بالتجنب والرهاب الإجتماعي:
1-تجنب رفع الأصابع في الفصل أو صعوبة القراءة بصوت عالٍ
2-رفض البقاء في غرفته والنوم في سريره
3-رفض الالتحاق بالمدرسة لأسباب معينة (مثل الامتحان ، الأداء ، المعلم ، علاقة الأقران)
4-رفض المشاركة في أنشطة مثل الرياضة والمسابقات المدرسية
5-رفض الذهاب إلى المستشفى والطبيب
6-صعوبة قضاء الوقت مع الأقران أو وجود عدد قليل جدًا من الأصدقاء بسبب القلق الاجتماعي
7-أطفال خجولون جدًا من وقت لآخر ، فهم دائمًا في الخلفية في بيئات لا يعرفونها
8-لا يقومون حتى بتكوين صداقات أو حتى الدردشة مع أشخاص آخرين ، ويلعبون ألعاب الكمبيوتر لساعات طويلة جدًا بدلاً من الخروج واللعب مع أصدقائهم.
9-هؤلاء الأطفال لديهم ردود فعل رهابية ويتجنبون المواقف الاجتماعية لأنهم يخافون جدًا من الإحراج أو الحكم عليهم في المواقف الاجتماعية. في مثل هذه المواقف ، يكون لديهم طبيعة خجولة أو خجولة للغاية ، ويخافون من أن أي شيء يقولونه أو يفعلونه سيضعهم في موقف محرج للآخرين ، أو أنهم لا يعرفون كيفية التصرف بين الناس. في بعض الأحيان يعتقدون أن الآخرين متفوقون عليهم.
10-إذا بدأ الطفل في الخوف من الأنشطة الاجتماعية التي يجب القيام بها في المدرسة ، فقد يشعر / تشعر بالتردد الشديد في الذهاب إلى المدرسة وتطوير سلوكيات التجنب في هذه الحالة ؛ على سبيل المثال ، يمكن أن يكون سبب هذا السبب الغثيان أو التهاب الحلق ليس له أصل فسيولوجي.
هل يمكن أن تمر هذه الحالة مع التقدم في العمر؟
من الخطأ توقع أن تمر هذه الحالة أو تتحسن مع تقدم العمر. لأن بعض الأطفال ، على عكس أقرانهم ، يعانون من قلق شديد وضيق عند دخولهم بيئة جديدة أو البقاء بمفردهم في بيئات مع أشخاص لا يعرفونهم. هذا بسبب حالة تسمى "الرهاب الاجتماعي" أو "القلق الاجتماعي" في علم النفس.
الخوف الإجتماعي الذي يبدأ في الطفولة يجلب العديد من القيود على حياة هؤلاء الأشخاص ؛ لكن يجب النظر إلى كل هذا بشكل عام ، وعدم الخلط بينه وبين الخجل.
الأعراض المرضية للرهاب الإجتماعي (social anxiety)
من أجل فهم أفضل للسلوكيات التي تظهر في الرهاب الاجتماعي ، يمكننا اعتبار الموقف على أنه حلقة مفرغة. نظرًا لأن الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يخشون ظهور أعراض مثل الهبات الساخنة والتعرق المفرط والإرتعاش والهزات وإرتفاع ضربات القلب وغيرها من إشارات القلق ، مثل صعوبة الكلام والغثيان وأمراض المعدة ، فإن هذه الأعراض تبدأ في الظهور أكثر وبعد فترة يمكن أن يأخذ سلوك التجنب شكلاً من أشكال الحياة ويؤثر بشكل مباشر علي صحته النفسية .
يبدأ هذا الاضطراب السلوكي عادةً في مرحلة الطفولة أو المراهقة المبكرة. وفقًا للأبحاث ، 40٪ من حالات الرهاب الاجتماعي تظهر تحت سن العاشرة ، و 95٪ تحت سن 20. لهذا السبب ، فإن التشخيص والعلاج في سن مبكرة مهم للغاية.
الإجراءات اللازمة لدعم الآباء والمعلمين في حل هذه المشكلة:
هناك عدد من الإجراءات التي يمكن للآباء والمعلمين القيام بها لدعم هذه المشكلة.
أولاً دور المدرسة:
يمكن للمدرسين إشراك هؤلاء الأطفال في تشجيع العمل في الفصل حول السلوكيات التي يخشونها أو يتجنبونها. على سبيل المثال ، يمكنهم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية داخل المدرسة من خلال تحديد الأهداف التي يمكنهم تحقيقها أولاً.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن من واجبات المعلمين التأكد من عدم تعرض الطفل للتهديدات الجسدية أو اللفظية في بيئة الفصل الدراسي. من الضروري تهيئة بيئة الفصل والتأكد من أنها ليست محل للتنمر والإستهزاء بالطفل الذي يحضر في الفصل الدراسي أو يُطلب منه إبداء رأيه في الموضوع.
أيضًا ، بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا ، يمكن لمعلميهم قراءة قصص عن أضرار الخجل في الفصل .
ثانيا دور الأسرة:
إذا نظرنا إلى واجبات الأسرة في هذا الصدد ؛ حقيقة أن الوالدين يعملان كمحللين لجميع أنواع المشاكل التي يواجهها الطفل ، كلاهما يساهمون في جعل الطفل يعتاد على الكسل ويحفزون لديه سلوك التجنب ، قد يطغى الطفل أو يتجاهل المشاكل التي تحتاج إلى حل.
بالإضافة إلى ذلك ، إذا كان الطفل يواجه صعوبات في العثور على أصدقاء في المدرسة ، فإن تحديد مواعيد اجتماعات ونزهات ثنائية خارج المدرسة مع الأطفال الذين يمكن أن يتفق معهم سوف يدعمه ذلك في هذا الصدد.
بالطبع ، هذه المشاكل ليست من دون حل. تساعد الدراسات التي أجريت على علاج الرهاب الاجتماعي الطفل على نوعين أساسيين من العلاج النفسي :
1)علاج سلوكي:
يتم العلاج السلوكي المعرفي بواسطة مختص يسعي الى تقليل التوتر الذي يعاني منه وإكسابه السلوكيات والمهارات الاجتماعية الضرورية المتوقع ظهورها في بيئات اجتماعية مختلفة. وفي اطار جلسات هذا العلاج، يدرك الطفل قدراته ومهاراته وسوف يساعده ذلك على التحكم بقلقه وتوتره عند مواجهة المواقف وبالتالي ويتعلم كيفية التغلب على مخاوفه وتغيير نمط تفكيره.
والى جانب العلاج السلوكي المعرفي:
هناك العلاج بالتعرّض او Exposure Therapy الذي يقوم على تعريضه بشكل تدريجي ومدروس لمثل هذه المواقف ؛ مما يساعد علي التخفيف من حدة الخوف والقلق الذي يشعر به الطفل في مواقف معينة مشابهة .
- علاج دوائي:
يمكن لبعض انواع الادوية ان تخفف من اعراض الرهاب لدى الطفل، لاسيما إن ترافقت مع علاج سلوكي معرفي. ولكن الطبيب وحده من يقرر اللجوء إليها.
بفضل المساعدة المهنية المتلقاة ، الطفل الذي يتعلم التفكير بشكل أكثر تفاؤلاً وفحص الأحداث من منظور واقعي ، يدخل في البيئات الاجتماعية بسهولة أكبر ويتكيف.
تبدأ عملية جديدة للطفل الذي يتخلى عن سلوك التجنب. إن رؤية عدم وجود قلق في البيئة يزيد من ثقته بنفسه بشأن هذه القضية . ومن أجل تجنب هذه المواقف ، يجب مساعدة الطفل على فحص المشكلات التي يواجهها من وجهات نظر أخرى ، وتشجيعه على التفكير بطرق متعددة وإعطائه الوقت لتطبيقها. ونبذل ما في وسعنا نحن الوالدين للتخفيف عنهم والحدّ من مخاوفهم وعدم اجبارهم على أمور تزعجهم حتى ولو بدت لنا بسيطة.
